المملكة العربية السعودية    8001000119  |  الإمارات العربية المتحدة    8003663427  | مصر   15796  |  الكويت  22063887

صعود الروبوتية في صناعة الغذاء: إيجابياتها وسلبياتها وتطبيقاتها

تؤدي الروبوتات دوراً رئيساً في العصر الحديث، إذ أصبحت مدمجة في كافّة الصناعات وباتت تغيّر طريقة سير الأمور بشكل جذري. لطالما كانت صناعة الغذاء بطيئة في اعتماد التكنولوجيات، لكن مع الارتفاع المستمر للطلب على المواد الغذائية مع ازدياد عدد سكان العالم الذي يشيخ شيئاً فشيئاً، توجّب على مصنّعي المواد الغذائية إيجاد طرق للاستجابة لهذا الطلب الضخم مع الحفاظ على جودة الغذاء وحتّى تحسينها.

وبالتالي، بدأت الروبوتية تتسلّل إلى كل جانب من جوانب صناعة الغذاء ابتداءً من الزراعة ومعالجة الأغذية وصولاً إلى التغليف وخدمة التوصيل، حتّى أنّها وجدت لنفسها مكاناً في مطابخ المطاعم!

 

في هذا المقال، سنتحدّث عن مختلف الطرق التي تمّ من خلالها إدخال الروبوتية إلى صناعة الغذاء بالإضافة إلى حسناتها وتحدياتها ومستقبلها.

ما هي الروبوتية؟

 

الروبوتية هي فرع من فروع العلم والهندسة وهو يهتم بتصميم الروبوتات وتطويرها وتصنيعها وتشغيلها. هذه الروبوتات هي آلات ذكية صمّمت لتأدية أنواع مختلفة من الأعمال. تأتي الروبوتات بأشكال وأنواع وأحجام مختلفة وقد تتفاوت أيضاً بمعدل ذكائها وتعقيدها.

استخدامات الروبوتية في صناعة الغذاء

نهضة الروبوتية في صناعة الغذاء

١- الزراعة

أشار تقرير نشرته Fior Markets أنّ سوق الطائرات الزراعية بدون طيّار سينمو من ١٫٥ مليار دولار أميركي في العام ٢٠١٩ ليبلغ ١٠٫٥ مليار دولار أميركي بحلول العام ٢٠٢٧. تتضمّن تطبيقات الروبوتية في هذا القطاع الزرع وإزالة الأعشاب الضارّة والحصاد بالإضافة إلى مراقبة المحاصيل وتحليلها. أمّا في ما يتعلّق بتربية الماشية، فتُستخدم الروبوتية للإطعام والحلب وجمع البيض والفرز والتنظيف.

 

 

٢- معالجة الغذاء

إنّ استخدام الروبوتية في عمليات معالجة الغذاء هو أكثر فعالية وكفاءة وسلامة من توظيف اليد العاملة البشرية. إذ يمكن للروبوتات إنتاج كميات ضخمة من المنتجات في فترة زمنية قصيرة، كما وأنّها تضمن جودة المنتج وسلامته. ومن أمثلة ذلك:

  • معالجة اللحوم: يزداد الطلب على الروبوتية في عملية معالجة اللحوم نظراً لظروف هذا العمل وأنواعه التي لا تلائم البشر مثل العمل في الثلاجات وتقطيع الذبائح وصنع النقانق وإزالة العظام من الدجاج.

  • معالجة الألبان: بالإضافة إلى أنظمة الحلب التلقائية التي تحسّن صحة البقر وتزيد إنتاج الحليب، تستخدم الروبوتات أيضاً في معالجة الأجبان مثل تحريك الخثارة وتقطيع الأجبان.

٣- التغليف

يُعد تغليف الأغذية من أقدم المهام وأكثرها شيوعاً للروبيوتية في صناعة الغذاء. وقد تم تطويرها واستخدامها في المصانع خلال السنوات الماضية لتشمل عمليّة التغليف بأكملها وهي تتألف من ٣ مراحل:

  • التغليف الأوّلي: يتم تغليف الغذاء في ورق أو وعاء أو كيس مفرّغ من الهواء.

  • التغليف الثانوي: يتم جمع الحُزم الفردية في مستوعبات كبيرة الحجم.

  • عمليّة النقل: يتم تكديس المستوعبات للشحن بواسطة روبوتات نقالة. 

٤- الروبوتية في المطبخ

 

لا تزال هذه التكنولوجيا في مراحلها الأولى في قطاع المطاعم، إلا أنّه بات واضحاً أنّنا سنشهد ازدهارها في المستقبل القريب.

تماماً كأجهزة الطلب الذاتي، بدأ العمل على استخدام الروبوتات في خدمة الغذاء بغية تعزيز الاتساق والانتاجية وتخفيض الكلفة العمالية التي يمكن أن تشكّل حوالي ٣٠٪ من التكاليف. على الرغم من ارتفاع كلفة تقنيات الأتمتة هذه، إلّا أنّها أثبتت فعاليتها من حيث الكلفة على المدى الطويل. تؤدي هذه الروبوتات مهام متعدّدة مثل المزج والتقطيع والطهي وخدمة الزبائن، كما وقد تم تطوير روبوتات لأداء مهام أكثر تعقيداً مثل صنع الفطائر والسوشي والنودلز.

من المجدي البحث في مجال الروبوتية لإيجاد النوع المناسب لمطعمك بغية مساعدتك على إدارته بفعالية أكبر.

 

٥- خدمة التوصيل

طوّرت شركة Starship Technologies خدمة توصيل روبوتية تسمح للمطاعم والمخابز ومؤسسات أخرى باستخدام الروبوتات لتأدية خدمة التوصيل. يتم التحكّم بهذه الروبوتات عن بعد ويمكنها أن تحمل وزناً يصل إلى ٩ كغ. كما وأنها مزوّدة بجهاز إنذار وكاميرات بهدف تجنّب محاولات السرقة. 

 

6- الضيافة داخل المطعم

بالإضافة إلى خدمة التوصيل، بدأ أصحاب المطاعم يعتمدون الروبوتات في الضيافة. تؤدي هذه الروبوتات المهام الأساسية لخدمة العملاء وتوفر الوقت بفضل قدرتها على الإجابة على أسئلة متعددة بسرعة كبيرة، كما وأنّها توفر خدمة دعم العملاء على مدار الساعة.

 

 

بعد أن تحدثنا عن استخدامات الروبوتية في صناعة الغذاء وإيجابياتها في كل مجال، ننتقل إلى بعض السلبيات التي تترافق مع اعتماد هذه التكنولوجيا.

السلبيات والتحديات

١- الكلفة العالية للاستثمار الأولي 

فلنكن واقعيّين، إنّ الاستثمار في الروبوتية مشروع عالي الكلفة. عندما تقرر اعتماد هذه التكنولوجيا، عليك الأخذ بعين الاعتبار كافّة تكاليف الروبوتات الصناعية من حيث السعر الأساسي وكلفة التركيب والإعداد والصيانة، بالإضافة إلى التكاليف المرتبطة بحماية الروبوتات من التهديدات السيبرانية.

 

٢- ندرة الخبراء

الروبوتية تقنية حديثة نسبياً في القطاع الصناعي، من هنا ندرة الخبراء في هذا المجال. إنّ إيجاد الأشخاص الكفوئين للاهتمام بصيانة الروبوتات وبرمجتها أمر صعب ومكلف. لذلك، عليك الأخذ في الحسبان الأموال التي عليك تخصيصها من أجل توظيف هذه المهارة.

 

٣- تسريح العمّال

 

لا شكّ أنّ الخوف الاجتماعي حول سرقة الروبوتات لوظائف الناس أمر مبرّر. على الرغم من أنّ الروبوتات تتطلب يد عاملة بشرية لتشغيلها، إلّا أنّها تحلّ مكان جزء كبير من هذه القوى العاملة بحيث يُتوقّع خسارة ٢٠ مليون عامل صناعي لوظائفهم بحلول العام ٢٠٣٠. وهو ما يعني بالنسبة المدراء تسريح عدد كبير من العمّال ما قد يشكّل مصدر قلق وتوتر للطرفين. 

مستقبل الروبوتية في صناعة الغذاء

الروبوتية في الصناعة

عندما ننظر إلى الصورة الكبرى، يصبح جليّاً موضوع هيمنة الروبوتات على صناعة الغذاء. إذ يُتوقّع أنّه في العقود القليلة المقبلة، ستصبح صناعة الغذاء مؤتمتة إلى حدٍ كبير وسيتم تطوير روبوتات قادرة على التواصل بشكل أفضل مع بعضها البعض ومع البشر أيضاً.

وفقاً لصحيفة International Journal of Recent Technology and Engineering، تم تصنيف صناعة الغذاء بين الصناعات التي ستطوّر أنظمة روبوتية ذكية سيكون لها تأثيرات هائلة في المستقبل.

هل هذا التغيير المحوري سيدرّ المنفعة على البشر؟ أمّ أنّه سيشكّل تهديداً لهم؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذا السؤال.

 

الخلاصة:

الروبوتية تحمل الكثير من الإيجابيات للصناعات التجاريّة فهي تضمن جودة أفضل وتحقق أعلى درجة من الانتاجية، كما وأنّها تعزز سلامة المنتج وتخفض الكلفة العماليّة. أمّا فيما يتعلّق بالتحديات التي تطرحها، يعود لك أن تقرّر ما إن كانت هذه التكنولوجيا تستحق هذا الاستثمار الباهظ والعبء المعنوي الذي يترافق مع عمليّة تسريح العمّال. 

 

لكن فلنضع كل هذا جانباً، أن يطرق رجلاً آليّاً ذات يوم بابك ويقول لك “اليك اليبتزا التي طلبتها سيدي” هي بدون شك فكرة مشوّقة ومرحة.