كيف تساعدك المطابخ السحابية في تنمية مطعمك

تعرف المطابخ السحابية بالمطابخ الافتراضية أو مطابخ الأشباح أو الكلاود كيتشن، وقد أصبحت اتجاهاً عاماً لكثير من المستثمرين وأصحاب المطاعم الباحثين عن فرص استثمار منخفضة التكاليف أو فرص لتنمية مطاعمهم.

يعتمد نموذج المطابخ السحابية على التوصيل دون الحاجة لصالة طعام للجلوس أو عاملين صالة.

أما المطاعم التقليدية فتواجه العديد من التحديات والضغوط من ارتفاع تكاليف التشغيل وغيرها من المصاريف والأعباء، لذلك ظهرت المطابخ السحابية كحل ذهبي لأصحاب المشاريع الصغيرة للتوسع والانتشار برأس مال منخفض. 

فما الذي يُميز قطاع المطابخ السحابية أو الافتراضية؟ وما أهميتها؟ وكيف يمكننا اعتبارها مُكملاً للمطاعم التقليدية؟ هذا ما سنتناوله في هذا مقال.

قطاع المطابخ السحابية في المملكة العربية السعودية والخليج

شهد قطاع المطابخ السحابية تطورا كبيرًا في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج بشكل عام، فقد جذب نموذج الكلاود كيتشن العديد من المستثمرين لأسباب عديدة مثل انخفاض التكاليف بشكل كبير مقارنة بالمطاعم العادية، فضلاً عن سهولة الانتشار.

وقد قُدرت القيمة السوقية للمطابخ السحابية في المملكة العربية السعودية بنحو 173 مليون دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو القطاع بمعدل نمو سنوي مركب قدره 11% في الفترة بين 2024 و2030، مما يؤكد أهمية المطابخ السحابية. 

أما على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، فأوضحت البيانات أن حجم سوق المطابخ السحابية سجل 2 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 6.6 مليار دولار بحلول عام 2033 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 13.7% خلال فترة من 2025 إلى 2033.

وتتصدر المملكة العربية السعودية عدد مستخدمي خدمات توصيل الطعام عبر الإنترنت إذ يقدر عددهم بنحو 7.9 مليون مستخدم، يليها مصر بنحو 3.6 مليون مستخدم ثم الإمارات والمغرب بنحو 3.2 مليون و3 مليون مستخدم على التوالي.

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن تغطي المطابخ الأشباح نحو 50% من إجمالي سوق الطلبات عبر الهاتف أو أونلاين وسوق الوجبات السريعة عالمياً بحلول عام 2030.

أما أكبر شركة إدارة مطاعم سحابية في الشرق الأوسط فهي كيتوبي (Kitopi) التي أُنشئت عام 2018 وتتخذ من دبي مقراً لها، كما أنها تدير نحو 200 مطبخاً سحابياً، وتتركز عملياتها بين السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت.

المطاعم السحابية: فرصة للنمو والتوسع بمخاطر قليلة وتكاليف محدودة

تتميز المطابخ السحابية بتركيزها على كفاءة المنتج النهائي وإمكانية التوسع دون الحاجة إلى التكاليف الباهظة التي تحتاجها المطاعم العادية. سنذكر فيما يلي عدة مميزات تتميز بها المطابخ السحابية والتي تجعلها خياراً مهماً للمطاعم التقليدية التي تفكر في التوسع في مدن ودول جديدة بمخاطر منخفضة.

• التوسع الفعّال مع إدارة التكلفة

تتميز المطابخ السحابية بأنها منخفضة التكاليف لأنها لا تحتاج  إلى إيجار مساحات كبيرة في مناطق تجارية ذات تكاليف باهظة، كما أن إدارتها لا تعتمد على وجود صالة طعام وغيرها من تجهيزات صالات الطعام المكلفة ولا عاملين للصالة. 

يسمح هذا التخفيض في النفقات العامة للمطاعم الأشباح بأن تكون معبراً للمطاعم التقليدية لدخول أسواق جديدة بأقل قدر من المخاطر المالية. على سبيل المثال، باستخدام مطبخ مركزي توسعت شركة آي تي ​​سي الهندية في مجال المطابخ السحابية إلى المدن الكبرى مثل مومباي ودلهي وكلكتا.

• الدخول السريع إلى السوق

تساعدك المطابخ السحابية على دخول الأسواق الجديدة والبدء في التشغيل في وقت قليل قد يصل إلى نصف الوقت الذي تحتاجه المطاعم العادية. فمثلاً قد يحتاج افتتاح مطعم تقليدي أو فرع جديد لمطعم عدة أشهر بسبب صعوبة العثور على موقع استراتيجي بمواصفات المطلوبة، فضلاً عن الانتظار للحصول على التراخيص اللازمة للتشغيل وتصميم المطعم وعمل الديكور وتجهيزه.

أما المطاعم السحابية، فعلى عكس تمامًا، فهي لا تحتاج إلى مساحات عملاقة بل تحتاج فقط مساحة مجهزة بمعدات المطبخ، كما أن تراخيص إنشائها وإدارتها تعتبر أسهل وأسرع مقارنة بالمطاعم التقليدية.

فمثلاً استفادت علامة البيتزا الأمريكية الشهيرة Grimaldi’s Pizzeria من المطابخ السحابية للتوسع في مناطق جديدة دون التأخير المرتبط بافتتاح المطاعم التقليدية.

• تجربة قوائم طعام وأصناف مختلفة

توفر المطابخ السحابية بيئة منخفضة المخاطر لاختبار عناصر جديدة يمكن للمطاعم إضافتها وتجربتها على قوائم الطعام الخاصة بها، فمثلاً تتيح المطاع السحابية تجربة أفكار جديدة بسرعة وسهولة حيث يمكنك إطلاق وصفات جديدة عبر منصات التوصيل في منطقة معينة لمعرفة رد فعل العملاء خلال مدة قصيرة. فإذا نجحت، يمكنك إطلاقها بشكل واسع بأقل التكاليف أما إذا فشلت، فيمكنك إزالتها من القائمة بسهولة. 

استخدمت هذه الطريقة شركة Rebel Foods لإدارة 40 علامة تجارية مختلفة، حيث تختبر الأطباق أولًا في الأحياء الصغيرة ثم تتوسع على مستوى البلاد حال أثبت أنه لهذه الأطباق شعبية بين العملاء.  

• تعزيز قدرات التوصيل

مع ازدياد استخدام خدمة توصيل الطعام عبر الإنترنت في العالم وخاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أصبح وجود نظام توصيل فعّال أمراً بالغ الأهمية. تتميز المطاعم السحابية بسهولة انتشارها في مواقع عديدة استراتيجية مما يحسن من وقت توصيل الطلبات بصفة سريعة، دون أي تأخير على العميل.

وقد تبنت علامات تجارية مثل بوبايز (Popeyes) هذا النهج، حيث توسعت في أسواق جديدة باستخدام مرافق المطابخ السحابية لتلبية طلبات التوصيل بكفاءة.

الختام

يُعد التعاون بين المطاعم التقليدية والمطابخ السحابية خطوة استراتيجية لتعزيز النمو والتوسع في قطاع المطاعم والمقاهي. فبينما تمتلك المطاعم التقليدية الخبرة في تقديم تجربة تناول طعام فريدة داخل فروعها، توفر المطابخ السحابية بُنية تحتية رقمية متطورة تُتيح لها تلبية الطلبات عبر منصات التوصيل بكفاءة أعلى وتكلفة أقل.

ومن خلال هذا التعاون، يمكن للمطاعم التقليدية الاستفادة من إمكانيات المطابخ السحابية للوصول إلى مناطق جديدة دون الحاجة إلى فتح فروع إضافية، مما يسهم في توسيع نطاق العملاء وزيادة الإيرادات. 

في المقابل، تستفيد المطابخ السحابية من العلامة التجارية القوية للمطاعم التقليدية، مما يعزز حضورها في السوق. هذا التكامل يخلق نموذج عمل مرنًا ومستدامًا، يُمكّن الطرفين من التكيف مع تغيرات السوق والاستفادة من الفرص المتاحة في قطاع المطاعم المتسارع النمو. 

تعرف على حلول فودكس للمطابخ السحابية وكيف يمكنها تحسين إدارة المطابخ السحابية والمطاعم التقليدية على حد سواء.